الأحد، 25 فبراير 2018

دروس البيقونية ( 1 )

تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري
الدرس الأول من  شرح كتاب البيقونية في مصطلح الحديث
القسم الأول : الحديث الصحيح
قال المؤلف رحمه الله :
أوَّلُها "الصحيحُ" وهوَ ما اتَّصَلْ ** إسنادُهُ ولْم يَشُذّ أو يُعلّ
يَرْويهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثْلِهِ ** مُعْتَمَدٌ في ضَبْطِهِ ونَقْلهِ
بدأ المؤلف رحمه الله : بذكر أقسام الحديث وقدَّم الصحيح لأنه أشرف أقسام الحديث، ثم عرَّفه بأربعة شروط وهي التالية : الأول : اتصال السند . الثاني: عدم الشذوذ . الثالث عدم العلة. الرابع: عدالة الرواة.
واتصال السند معناه : رواية التلميذ عن شيخه سماعا مباشرة ، وهكذا كل يروي عن شيخه سماعا  مباشرة ، ويخرج بذلك المنقطع، وهو ما انقطع من أحد طبقات السند راو واحد. وخرج المعضل وهو ما سقط من أحد طبقات السند راويان ، وخرج أيضاً المعلق، وهو أن يسقط رجال من أول السند، وخرج المرسل وهو ما سقط فيه رجال من مؤخرة السند.
 ولم يُشذَّ أو يُعَل" يعني يشترط أن لا يكون شاذًّا ولا معللاً.
والشاذُّ هو: الذي يرويه الثقة مخالفاً لمن هو أرجح منه، إما في العدد، أو في الصدق، أو في العدالة.
قوله: "أو يُعَلَّ" معناه أي يُقدح فيه بعلة تمنع قبوله، فإذا وجدت في الحديث علة تمنع قبوله ، والعلة وصفٌ يوجب خروج الحديث عن القبول.
يَرْويهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثْلِهِ ** مُعْتَمَدٌ في ضَبْطِهِ ونَقْلهِ
والعدالة: ملكة تكون في المرء باعثة له على التقوى والمروءة ، والصدق وعدم الكذب، والاستقامة على شرع الله  عز وجل . ضبط الرواة : والضبط معناه: أن يعي المحدث الحديث الذي سمعه من شيخه ويتقنه ويضبطه حتى إذا طلب منه استدعاء هذا الحديث يرويه كما هو ولا يسقط منه حرفاً، والضبط ضبطان: ضبط صدر وضبط كتابة.
أما ضبط الصدر فهو استيعاب الحديث في الصدر بحيث إذا أراد المرء أن يأتي به أتى به على تمامه، وقد قالوا: حدثنا الزهري فلما راجعناه بعد سنين بالحديث حدث به كما حدث به في أول مرة ما أسقط منه حرفاً واحداً. وهذا الضابط يستقى من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها)، فهذا الحديث  دليل على الضبط، ولذلك كان ابن عمر إذا سمع راوياً يزيد واواً في الحديث يقول: ليست في الحديث. وأما ضبط الكتاب: وهو أن يكون التلميذ من أهل الكتابة، فيحضر درس الحديث عند المحدثين ويكتب كل حديث يمليه الشيخ، أو يكتب كل حديث قرئ على الشيخ.
والإسناد من فخر هذا الدين، ومن محاسن هذه الشريعة الغراء.
قال سفيان الثوري :الإسناد سلاح المؤمن إذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل .
قال عبد الله بن المبارك : الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء .

ليست هناك تعليقات: