السبت، 24 فبراير 2018

دروس الأخضري ( 32 )

الدرس الثاني والثلاثون من شرح كتاب الأخضري رحمه الله
تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري
       قال المؤلف رحمه الله
        شـروط صحة الـصلاة
فَصْلٌ شُرُوطُهَا طَهَارَةُ حَدَثْ   ** وَالْبَدَنِ الثَّوْبِ الْمَكَانِ مِنْ خَبَثْ                                                         وَسَتْرُ عَوْرَتِه ثُمَّ اسْتِقْبَالْ   ** وَتَرْكُ قَوْلٍ وَكَثِيرِ الأَفْعَالْ                                                                     وَعَوْرَةٌ مِنْ رَجُلٍ وَأَمَةِ   ** مَا بَيْنَ سُرَّتِهِمَا وَالرُّكْبَةِ                                                                                وَحُرَّةٌ عَوْرَةٌ إِلاَّ الْوَجْهَا   ** وَالْكَفَّ فَانجَههّا لِذَاكَ نَجْهَا .                                                                        وَفَي السَّرَاوِيلِ الصَّلاَةُ تُكْرَهُ   ** إِلاَّ لِثَوْبِ فَوْقَهُ فَيُمْدَهُ .                                                      
الشرح:
شروط  صحة الصلاة طهارة : الحدث، وطهارة الخبث من البدن والثوب والمكان، وستر العورة، واستقبال القبلة، أي من الشروط التي لا تؤدى الصلاة ولا تقوم إلا بها الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، فالمحدث يحرم عليه التلبس بالصلاة، وإذا صلى محدثاً فصلاته باطلة وإن كان متعمداً فهو آثم ومن شروط صحتها أيضا: طهارة الثوب والبدن والمكان، ففاقد طهارة الثوب أو البدن أو المكان صلاته باطلة. ومن شروط صحتها أيضا: ستر العورة، فلو دخل في الصلاة غير مستور العورة فصلاته باطلة. ومنها: استقبال القبلة، فمن صلى مستدبر القبلة أو كانت القبلة جهة يمينه أو جهة شماله فصلاته باطلة، ولا يضر الانحراف اليسير جدا. ، ومن موانع صحة الصلاة الكلام لأن الكلام مفسد للصلاة فعن معاوية بن الحَكَم السُّلَمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ هذه الصلاةَ لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناسِ، إنما هو التسبيحُ والتكبيرُ وقراءةُ القرآن" . رواه مسلم وأحمد .، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنَّ الله، يُحْدِثُ لنبيّه ما شاء، وإنَّ مِمَّا أحْدَثَ لنبيّه: أن لا تَكَلَّموا في الصَّلاة" . رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني . ، وعن زَيد بن أرقم قالَ: إِنْ كنَّا لنتكلَّم في الصلاةِ على عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، يكلِّمُ أحدُنا صاحبَه (وفي روايةٍ: أخاه بحاجتِه؛ حتى نزَلتْ {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} الآيةَ، فأُمِرنا بالسُّكوتِ" . متفق عليه . ويجوز الكلام في الصلاة إذا كان لإصلاح الصلاة فعن أبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قال : " صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: أَقُصِرَتِ الصَّلَاةُ يَا رَسُولَ اللهِ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ» فَقَالَ: قَدْ كَانَ بَعْضُ ذَلِكَ، يَا رَسُولَ اللهِ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟» فَقَالُوا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ «فَأَتَمَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَقِيَ مِنَ الصَّلَاةِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، وَهُوَ جَالِسٌ، بَعْدَ التَّسْلِيمِ» متفق عليه . ، وكذلك الأكل والشرب من مبطلات الصلاة قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ أَجْمَع الْعُلَمَاءُ عَلَى مَنْعِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ فِي الصَّلَاةِ في الفرض عامداً . والأفعال الكثيرة المنافية للصلاة فإنها مانعة من صحة الصلاة إذا حصلت وكانت كثيرة وكانت من غير جنس الصلاة، وأما اليسير فمغتفر سواء كان من جنس الصلاة أو كان من غير جنسها كما إذا ابتلع شيئا يسيراً من الطعام كان بين أسنانه . ، وعورة الرجل ما بين السرة والركبة فيجب عليه سترها سواء في الصلاة أو خارجها ، والمرأة كلها عورة ما عدا الوجه والكفين في حالة الصلاة أو الإحرام بالنسك وليس بحضرتها رجال أجانب أما في حالة وجود رجال أجانب فيجب عليها ستر جميع بدنها بما في ذلك الوجه والكفين سواء في الصلاة أو في نسك حج أو عمرة أو خارجهم قالت عائشة رضي الله عنها كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج ونحن محرمات فإذا حاذان الركبان سدلنا على وجوهنا فإذا جاوزونا كشفنا وجوهنا"رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه .، وتكره الصلاة في السراويل إلا إذا كان فوقها شيء من اللباس يستر العورة سترا كاملا حينئذ تنتفي الكراهة والمعتبر هو ستر العورة وينبغي الأدب في ذلك لأن لمصلي واقف بين يدي الله عز وجل يناجه فيتحرى الهيئة المناسبة لذلك المقام العظيم .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . اللهم إننا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك ومن النار ـ اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل. اللهم اغفر لنا ذنبنا واغفر لنا وارحمنا واهدنا وارزقنا وعافنا، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله وأوله وآخره سره وعلانيته . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

ليست هناك تعليقات: