السبت، 24 فبراير 2018

دروس الأخضري ( 3 )

الدرس الثالث من شرح كتاب الأخضري رحمه الله
تقديم الشيخ : محمد ولد  المصطفى الأنصاري
قال المؤلف رحمه الله
وَأَنْ يَّتُوبَ قَبْلَ سُخْطِ اللهِ     سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ بِالْمَلاَهِي                                                                      وَشَرْطُهَا النَّدَمُ وَالنِّيَةُ أَنْ   يكفَّ وَالإِقْلاَعُ عَنْ غَيْرِ الحَسَنْ                                            
وَلاَ يُؤَخِّرْ أَوْ يَقُلْ حَتَّى تَعِنْ هَدَايَةُ اللهِ لَهُ فَذَاكَ مِنْ                                                                              عَلاَمَةِ الشَّقَاءِ وَالْخِذْلاَنِ   وَطَمْسِ قَلْبِهِ عَنِ الإِيمَانِ                                                                         الواجب على المسلم المبادرة إلى التوبة النصوح قال الله تعالى ( يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَة نصُوحًا عَسى ربكُم أَن يكفر عَنْكُم سَيِّئَاتكُمْ ) ،  وَقَالَ {وتوبوا إِلَى الله جَمِيعًا أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ لعلكم تفلحون } وقال {وَهُوَ الَّذِي يقبل التَّوْبَة عَن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون } وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة)) رواه مسلم . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم - يقول: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)) رواه البخاري . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» ر واه أحمد والترمذي وغيرهما وصححه الألباني . وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه الألباني . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش قال أرجع إلى مكانى الذى كنت فيه فأنام حتى أموت فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده عليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته " . متفق عليه .                                                                                                                                                    (وَأَنْ يَّتُوبَ قَبْلَ سُخْطِ اللهِ ** سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ بِالْمَلاَهِي )                          
كل الإنسان معرض للخطإ كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون . فإن الإنسان قل إن يسلم من الهفوات ومن الوقوع في المحذورات مع اتصافه بإقامة الشريعة المطهرة ومن ذا الذي ما ساء قط فيجب على الإنسان المبادرة عند طرو ما اقترف من الإساءة أن يخلع ثوب القذر، ويتمثل بين يدي ذي العزة ويتحلى بلباس الإجلال والمهابة والتذكر، فيبصر قبح الإساءة فيسرع بالإنابة والرجوع إلى الرقيب { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }. ( وشروط التوبة: الندم على ما فات، والنية أن لا يعود إلى الذنب فيما بقي من عمره، وأن يترك المعصية في ساعتها إن كان متلبسا بها إن كانت بينه وبين الله وأن يتحلل منها إن كانت بينه وبين المخلوقات برد المظالم إلى أهلها إن كانت مالية أو يستبيح منهم إن كانت غير ذلك ولا يحل له أن يؤخر التوبة ولا يقول حتى يهديني الله، فإنه من عَلاَمَةِ الشَّقَاءِ وَالْخِذْلاَنِ  وَطَمْسِ قَلْبِهِ عَنِ الإِيمَانِ) لما ذكر أن التوبة والإنابة والرجوع إلى الله مما اقترف من السيئات من الواجب على المكلف فعله، ولا يتحقق ذلك ولا يحصل في خارج العيان إلا بأركان ويجعلها بعضهم شرطا، كمصنفنا، أخذ يبين ذلك على جهة الشرطية فقال: ( وشروطها ..) الخ. فمن شروط التوبة أن تتألم نفس الفاعل وتحزن من جرم وقبح ما فعل، ومنها نية عدم العود إلى الذنب مرة ثانية والندم على ما فات، ومنها أن ينخلع عن  جريمته في الحال ولا يؤخر التوبة ويسوف بها إلى زمان آت، لأن ذلك من علامات الشقاء وطمس البصيرة ومقت الجبار، نعوذ بالله من غضبه ومقته وطرده وشر أنفسنا.
وفق الله الجميع لكل خير وأن يعلمنا العلم النافع ويرزقنا الاستقامة على دينه والتوبة النصوص من كل ذنب .

ليست هناك تعليقات: