الدرس السادس والثلاثون من شرح كتاب الأخضري رحمه الله
تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري
قال المؤلف رحمه الله:
فـضائـل الـصلاة
هَذَا وَمَندُوبَاتُهَا رَفْعُ الْيَدَيْن ** فِي حَالَةِ الإِحْرَامِ حَذْوَ الأُذْنَيْن وَقَوْلُ مَأْمُومٍ وَفَذٍّ رَبَّنَا ** مَعْ وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْ يُؤَمِّنَا مِنْ بَعْدِ فَاتِحَتِهِ غَيْرُ الإِمَامْ ** فِي الْجَهْرِ وَالتَّسْبِيحُ فِي الرُّكُوعِ سَامْ دُعَاءُ سَاجِدِ وَأَنْ يُطَوِّلاَ ** قِرَاءَةً فِي الصُّبْحِ وَالظُّهْرِ تَلاَ تَقْصِيرُهَا بِمَغْرِبٍ وَعَصْرِ ** تَوَسُّطُ الْعِشَاءِ دُونَ عُذْرِ وَكُوْنُ سُورَتِكَ الأُولَى أَطْوَلاَ ** وَقَبْلُ كَالتَّشَهُّدِ الذْ كَمُلاَ وَحَالُهَا الْمَعْلُومُ فِي السُّجُودِ ** وَفِي رُكُوعِهَا وَفِي الْقُعُودِ وَنُدِبَ الْقُنُوتُ سِراً قَبْلاَ ** رُكُوعِ صُبْحٍ بَعْدَهُ أُحِلاَّ أَخْفَضَ وَالدُّعَاءُ مَعْ تَشَهُّدِ ** ثَانٍ تَيَامُنُ سَلاَمِ الْمُبْتَدِ تَحْرِيكُهُ سَبَّابَةً مَا دَامَ فِي ** تَشَهَّدَيْهِ قَامِعاً حَتَّى يَفِي
الشرح:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد فإن من فضائل الصلاة ومندوباتها أن يرفع المصلي يديه في تكبيرة الإحرام حتى تحاذي أذنيه ، ومن مندوباتها قول المأموم والفذ ربنا ولك الحمد ، أما المأموم فيقول ذلك بعد أن يقول إمامه : سمع الله لمن حمده، والفذ يجمع بين قول سمع الله لمن حمده وقول ربنا ولك الحمد. ، ومن مندوبات الصلاة التأمين بعد الفاتحة لكل مصل للفذ واختلف قول مالك هل يقولها سراً أم جهراً والصحيح أنه يجهر بها لقوله عليه الصلاة والسلام :" إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " . متفق عليه ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزهري رحمه الله : َكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «آمِينَ» رواه مالك في الموطإ . ومن مندوبات الصلاة : التسبيح في الركوع ومن تسبيحه عليه الصلاة والسلام في الركوع : «اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي» رواه مسلم ، وكَانَ عليه الصلاة والسلام يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي" يَتَأَوَّلُ القُرْآن .رواه البخاري . ومن مندوبات الصلاة التسبيح إذا رفع من الركوع كان عليه الصلاة والسلام يقول : «اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ» رواه مسلم ، ومن مندوبات الصلاة: الدعاء في السجود : كان عليه الصلاة والسلام يقول في السجود :" اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» رواه مسلم ، ومن مندوبات الصلاة تطويل القراءة في الصبح والظهر : فعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ صَلَّى الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِيهَا بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا رواه مالك في الموطإ، وينبغي أن يراعا في ذلك أحوال المصلين لقوله عليه الصلاة والسلام :"إذا صلَّى أحدُكم للناس فليُخَفِّفْ، فإن فيهم السقيمَ والشيخَ الكبيرَ وذا الحاجة" متفق عليه . ومن مندوبات الصلاة : تقصير القراءة في العصر والمغرب . ومن مندوبات الصلاة توسط القراءة في صلاة العشاء .وعن البَرَاءَ بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقْرَأُ: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ فِي العِشَاءِ، وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ أَوْ قِرَاءَةً " متفق عليه . ومن مندوبات الصلاة بأن تكون السورة الأولى قبل الثانية بحسب ترتيب المصحف وأن تكون القراءة في الركعة الأولى أطول من الركعة الثانية . ومن مندوبات الصلاة أن يكون التشهد الثاني أطول من التشهد الأول . ومن مندوبات الصلاة أن يكون ركوعه وسجوده وجلوسه على هيئة مخصوصة، فالهيئة الفاضلة في الركوع أن يسوي ظهره ولا يطأطئ رأسه ولا يرفعه، وأن يباعد عضديه عن جنبيه، وينصب ركبتيه، ويمكن راحتيه من ركبتيه. والهيئة الفاضلة في السجود أن يرفع بطنه عن فخذية، ويجنح بعضديه حتى يظهر بياض إبطه على تقدير أن ليس هناك ساتر على إبطه، وأن يضع يديه حذو منكبيه ضاما أصابعه ورؤوسها إلى القبلة، ولا يفترش ذراعيه افتراش السبع كان عليه الصلاة والسلام يَنْهَى أَنْ يَفْتَرِشَ الرَّجُلُ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الصَّلَاةَ بِالتَّسْلِيمِ» رواه مسلم . وأن يمكن جبهته من الأرض. والهيئة الفاضلة في الجلوس أن تثني رجلك اليسرى وتنصب رجلك اليمنى وتكون بطون أصابعها إلى الأرض، وصفة الجلوس في الصلاة من المسائل الخلافية فيرى مالك بأن الجلوس كله في الصلاة يكون متوركاً أي يجلس على وركه الأيسر والصحيح ما ذهب إليه الجمهور من التفصيل بأن الجلوس في الصلاة يجلس مفترشاً رجله اليسرى إلا في الجلسة الأخيرة التي فيها السلام يجلس فيها متوركاً على شقه الأيسر لحديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان عليه الصلاة والسلام إذا قام إلى الصلاة يرفَعُ يَدَيهِ حتى يُحاذيَ بهما مَنكِبَيه، ثم يكبّر حتى يَقِرَّ كل عظمٍ في مَوضِعِه مُعتدلاَ، ثم يقرأ، ثم يكبر، فيرفعُ يديه حتى يُحاذيَ بهما مَنكِبَيه، ثم يركعُ ويضعُ راحَتَيهِ على رُكبَتَيهِ، ثم يعتدلُ فلا يَصُبُّ رأسَه ولا يقنِعُ، ثم يرفعُ رأسَه فيقول: "سمعَ الله لمن حمدَه" ثم يرفع يَدَيهِ حتى يُحاذِيَ بهما مَنكِبَيهِ مُعتدلاً، ثم يقول: "الله أكبرُ" ثم يهوي إلى الأرض، فيُجافي يَدَيهِ عن جَنبَيه، ثم يرفعُ رأسَه ويَثني رِجلَه اليُسرى فيقعُدُ عليها، ويَفتَحُ أصابعِ رِجلَيهِ إذا سجد، ثم يسجدُ، ثم يقول: "اللهُ أكبرُ" ويرفعُ ويَثني رِجله اليُسرى فيقعدُ عليها حتى يرجِعَ كل عظمٍ إلى مَوضِعِه، ثم يصنعُ في الأخرى مِثلَ ذلك، ثم إذا قام من الركعتَينِ كبَّر ورفعَ يَدَيه حتى يُحاذِيَ بهما مَنكِبَيهِ كما كبَّر عند افتِتاحِ الصلاة، ثمَّ يصنعُ ذلك في بقيهِ صلاته، حتَّى إذا كانت السَّجْدةُ التي فيها التسليمُ أخرَ رِجلَه اليُسرى وقعدَ مُتوركاً على شِقّهِ الأيسَرِ ". رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة وصححه الألباني . ومن مندوبات الصلاة : القنوت سراً قبل الركوع وبعد السورة في ثانية الصبح ويجوز بعد الركوع ، ومن مندوبات الصلاة الدعاء بعد التشهد الثاني كان عليه الصلاة والسلام مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ:«اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ». رواه مسلم . ومن مندوبات الصلاة :التيامن بالسلام كان رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يرى بَيَاضَ خَدِّهِ» رواه مسلم .ومن مندوبات الصلاة تحريك السبابة في التشهد «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَعَدَ يَدْعُو، وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، وَوَضَعَ إِبْهَامَهُ عَلَى إِصْبَعِهِ الْوُسْطَى، وَيُلْقِمُ كَفَّهُ الْيُسْرَى رُكْبَتَهُ . رواه مسلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري
قال المؤلف رحمه الله:
فـضائـل الـصلاة
هَذَا وَمَندُوبَاتُهَا رَفْعُ الْيَدَيْن ** فِي حَالَةِ الإِحْرَامِ حَذْوَ الأُذْنَيْن وَقَوْلُ مَأْمُومٍ وَفَذٍّ رَبَّنَا ** مَعْ وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْ يُؤَمِّنَا مِنْ بَعْدِ فَاتِحَتِهِ غَيْرُ الإِمَامْ ** فِي الْجَهْرِ وَالتَّسْبِيحُ فِي الرُّكُوعِ سَامْ دُعَاءُ سَاجِدِ وَأَنْ يُطَوِّلاَ ** قِرَاءَةً فِي الصُّبْحِ وَالظُّهْرِ تَلاَ تَقْصِيرُهَا بِمَغْرِبٍ وَعَصْرِ ** تَوَسُّطُ الْعِشَاءِ دُونَ عُذْرِ وَكُوْنُ سُورَتِكَ الأُولَى أَطْوَلاَ ** وَقَبْلُ كَالتَّشَهُّدِ الذْ كَمُلاَ وَحَالُهَا الْمَعْلُومُ فِي السُّجُودِ ** وَفِي رُكُوعِهَا وَفِي الْقُعُودِ وَنُدِبَ الْقُنُوتُ سِراً قَبْلاَ ** رُكُوعِ صُبْحٍ بَعْدَهُ أُحِلاَّ أَخْفَضَ وَالدُّعَاءُ مَعْ تَشَهُّدِ ** ثَانٍ تَيَامُنُ سَلاَمِ الْمُبْتَدِ تَحْرِيكُهُ سَبَّابَةً مَا دَامَ فِي ** تَشَهَّدَيْهِ قَامِعاً حَتَّى يَفِي
الشرح:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد فإن من فضائل الصلاة ومندوباتها أن يرفع المصلي يديه في تكبيرة الإحرام حتى تحاذي أذنيه ، ومن مندوباتها قول المأموم والفذ ربنا ولك الحمد ، أما المأموم فيقول ذلك بعد أن يقول إمامه : سمع الله لمن حمده، والفذ يجمع بين قول سمع الله لمن حمده وقول ربنا ولك الحمد. ، ومن مندوبات الصلاة التأمين بعد الفاتحة لكل مصل للفذ واختلف قول مالك هل يقولها سراً أم جهراً والصحيح أنه يجهر بها لقوله عليه الصلاة والسلام :" إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " . متفق عليه ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزهري رحمه الله : َكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «آمِينَ» رواه مالك في الموطإ . ومن مندوبات الصلاة : التسبيح في الركوع ومن تسبيحه عليه الصلاة والسلام في الركوع : «اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي» رواه مسلم ، وكَانَ عليه الصلاة والسلام يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي" يَتَأَوَّلُ القُرْآن .رواه البخاري . ومن مندوبات الصلاة التسبيح إذا رفع من الركوع كان عليه الصلاة والسلام يقول : «اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ» رواه مسلم ، ومن مندوبات الصلاة: الدعاء في السجود : كان عليه الصلاة والسلام يقول في السجود :" اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» رواه مسلم ، ومن مندوبات الصلاة تطويل القراءة في الصبح والظهر : فعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ صَلَّى الصُّبْحَ فَقَرَأَ فِيهَا بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا رواه مالك في الموطإ، وينبغي أن يراعا في ذلك أحوال المصلين لقوله عليه الصلاة والسلام :"إذا صلَّى أحدُكم للناس فليُخَفِّفْ، فإن فيهم السقيمَ والشيخَ الكبيرَ وذا الحاجة" متفق عليه . ومن مندوبات الصلاة : تقصير القراءة في العصر والمغرب . ومن مندوبات الصلاة توسط القراءة في صلاة العشاء .وعن البَرَاءَ بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقْرَأُ: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ فِي العِشَاءِ، وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ أَوْ قِرَاءَةً " متفق عليه . ومن مندوبات الصلاة بأن تكون السورة الأولى قبل الثانية بحسب ترتيب المصحف وأن تكون القراءة في الركعة الأولى أطول من الركعة الثانية . ومن مندوبات الصلاة أن يكون التشهد الثاني أطول من التشهد الأول . ومن مندوبات الصلاة أن يكون ركوعه وسجوده وجلوسه على هيئة مخصوصة، فالهيئة الفاضلة في الركوع أن يسوي ظهره ولا يطأطئ رأسه ولا يرفعه، وأن يباعد عضديه عن جنبيه، وينصب ركبتيه، ويمكن راحتيه من ركبتيه. والهيئة الفاضلة في السجود أن يرفع بطنه عن فخذية، ويجنح بعضديه حتى يظهر بياض إبطه على تقدير أن ليس هناك ساتر على إبطه، وأن يضع يديه حذو منكبيه ضاما أصابعه ورؤوسها إلى القبلة، ولا يفترش ذراعيه افتراش السبع كان عليه الصلاة والسلام يَنْهَى أَنْ يَفْتَرِشَ الرَّجُلُ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الصَّلَاةَ بِالتَّسْلِيمِ» رواه مسلم . وأن يمكن جبهته من الأرض. والهيئة الفاضلة في الجلوس أن تثني رجلك اليسرى وتنصب رجلك اليمنى وتكون بطون أصابعها إلى الأرض، وصفة الجلوس في الصلاة من المسائل الخلافية فيرى مالك بأن الجلوس كله في الصلاة يكون متوركاً أي يجلس على وركه الأيسر والصحيح ما ذهب إليه الجمهور من التفصيل بأن الجلوس في الصلاة يجلس مفترشاً رجله اليسرى إلا في الجلسة الأخيرة التي فيها السلام يجلس فيها متوركاً على شقه الأيسر لحديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان عليه الصلاة والسلام إذا قام إلى الصلاة يرفَعُ يَدَيهِ حتى يُحاذيَ بهما مَنكِبَيه، ثم يكبّر حتى يَقِرَّ كل عظمٍ في مَوضِعِه مُعتدلاَ، ثم يقرأ، ثم يكبر، فيرفعُ يديه حتى يُحاذيَ بهما مَنكِبَيه، ثم يركعُ ويضعُ راحَتَيهِ على رُكبَتَيهِ، ثم يعتدلُ فلا يَصُبُّ رأسَه ولا يقنِعُ، ثم يرفعُ رأسَه فيقول: "سمعَ الله لمن حمدَه" ثم يرفع يَدَيهِ حتى يُحاذِيَ بهما مَنكِبَيهِ مُعتدلاً، ثم يقول: "الله أكبرُ" ثم يهوي إلى الأرض، فيُجافي يَدَيهِ عن جَنبَيه، ثم يرفعُ رأسَه ويَثني رِجلَه اليُسرى فيقعُدُ عليها، ويَفتَحُ أصابعِ رِجلَيهِ إذا سجد، ثم يسجدُ، ثم يقول: "اللهُ أكبرُ" ويرفعُ ويَثني رِجله اليُسرى فيقعدُ عليها حتى يرجِعَ كل عظمٍ إلى مَوضِعِه، ثم يصنعُ في الأخرى مِثلَ ذلك، ثم إذا قام من الركعتَينِ كبَّر ورفعَ يَدَيه حتى يُحاذِيَ بهما مَنكِبَيهِ كما كبَّر عند افتِتاحِ الصلاة، ثمَّ يصنعُ ذلك في بقيهِ صلاته، حتَّى إذا كانت السَّجْدةُ التي فيها التسليمُ أخرَ رِجلَه اليُسرى وقعدَ مُتوركاً على شِقّهِ الأيسَرِ ". رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة وصححه الألباني . ومن مندوبات الصلاة : القنوت سراً قبل الركوع وبعد السورة في ثانية الصبح ويجوز بعد الركوع ، ومن مندوبات الصلاة الدعاء بعد التشهد الثاني كان عليه الصلاة والسلام مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ:«اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ». رواه مسلم . ومن مندوبات الصلاة :التيامن بالسلام كان رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يرى بَيَاضَ خَدِّهِ» رواه مسلم .ومن مندوبات الصلاة تحريك السبابة في التشهد «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَعَدَ يَدْعُو، وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، وَوَضَعَ إِبْهَامَهُ عَلَى إِصْبَعِهِ الْوُسْطَى، وَيُلْقِمُ كَفَّهُ الْيُسْرَى رُكْبَتَهُ . رواه مسلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق