الدرس العشرون من شرح كتاب الأخضري رحمه الله تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري
قال المؤلف رحمه :
موانع الحدث
وَمَا لِمُحْدِثٍ صَلاَةٌ أَوْ طَوَافْ ** وَمَسُّ مُصْحَفٍ وَلَوْ جِلْداً أَنَافْ وَلَوْ بِعُودٍ غَيْرَ جُزْءٍ مُعْظَمِ ** لِلْمُتَعَلِّمِ أَوِ الْمُعَلِّمِ ثُمَّ الصَّبِيُّ كَالْكَبِيرِ فِيهِ ** وَإِثْمُهُ عَلَى مُنَاوِلِيهِ وَكُلُّ مَنْ بِلاَ وُضُوءٍ صَلَّى ** فَفَاسِقٌ لاَ كَافِرٌ فِي الأَعْلَى .
الشرح
أدلة اشتراط الطهارة للصلاة : قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) وقَالَ الرَسولُ الله عليه الصلاة والسلام :" لا يَقْبَلُ الله صَلاةَ أحَدكُمْ إذَا أحْدَثَ حَتَى يَتَوضًأ ". متفق عليه . وقال عليه الصلاة والسلام : " لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول ". رواه مسلم رقم ( 224 ) 1 / 204 . وقال عليه الصلاة والسلام :" أُمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره ناراً فلما أفاق قال علام جلدتموني قالوا إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره " رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 8 / 212 ، وابن عبد البر في التمهيد 4 / 239 ، 23 / 299 ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم ( 2774 ) 6 / 240 ،
أدلة اشتراط الطهارة للطواف : وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا جِئْنَا سَرِفَ حِضْتُ, فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : "اِفْعَلِي مَا يَفْعَلُ اَلْحَاجُّ, غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي" - مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وقَالَ:" إِنَّمَا الطَّوَافُ صَلَاةٌ، فَإِذَا طُفْتُمْ، فَأَقِلُّوا الْكَلَامَ "رواه أحمد وصححه الألباني. أدلة اشتراط الطهارة لمس المصحف : قال الله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، وفي الْكِتَابَ الَّذِي، كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنْ» لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ ) رواه مالك في الموطإ والدارقطني وأبو داود في المراسيل وصححه الألباني وغيره
موانع الحدث
لا يحل لغير المتوضئ صلاة ولا طواف ولا مس المصحف لا بيده ولا بعود ونحوه، إلا الجزء منه للمتعلم فيه . وكل عبادة مشروطة بشرط يحرم التلبس بها بدون ما شرط فيها، لأنه يكون حينئذ متلبسا بعبادة فاسدة، وكل ما كان كذلك فهو حرام. إذا علمت ذلك علما، فاعلم أنه يحرم الدخول في الصلاة بدون طهارة، ومثلها كل ما كانت الطهارة شرطا، كالطواف ومس المصحف، إلا أنهم اغتفروا عدم حرمة المس لبعض المصحف لضرورة التعليم، فيجوز للمتعلم أن يمس جزءا من المصحف لضرورة التعليم ، والصبي في مس المصحف كالكبير في حرمة ذلك والإثم على من مكن الصبي من مس المصحف من غير وضوء لأن التكليف مناط بالعقل والصبي ليس مكلفاً ولذلك نبه المؤلف بقوله :وَإِثْمُهُ عَلَى مُنَاوِلِيهِ.
ومن صلى بغير وضوء عامداً منتهكاً فهو فاسق بفعله ذلك وإن كان مستبيحاً لذلك الفعل فهو كافر والعياذ بالله لأنه أنكر مَعْلُوما من الدّين بِالضَّرُورَةِ وبإجماع الأمة أن الطهارة شرط لصحة الصلاة وقد أمر الله سبحانه وتعالى كل من أراد القيام إلى الصلاة بالوضوء بقوله: { إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم } الآية، والأمر من الله إيجاب وتكليف يجب تصديقه والإيمان به والعمل على مقتضاه، فمن تهاون في ذلك واستخف به فهو ممقوت من قبل الشارع، غير محترم، محكوم عليه بالكفر لتهاونه بأوامر الله وعدم الخضوع لها بالإذعان والقبول، وهو أيضا مطرود عن أهل القبلة والجماعة، نعوذ بالله من سوء العاقبة .
قال المؤلف رحمه :
موانع الحدث
وَمَا لِمُحْدِثٍ صَلاَةٌ أَوْ طَوَافْ ** وَمَسُّ مُصْحَفٍ وَلَوْ جِلْداً أَنَافْ وَلَوْ بِعُودٍ غَيْرَ جُزْءٍ مُعْظَمِ ** لِلْمُتَعَلِّمِ أَوِ الْمُعَلِّمِ ثُمَّ الصَّبِيُّ كَالْكَبِيرِ فِيهِ ** وَإِثْمُهُ عَلَى مُنَاوِلِيهِ وَكُلُّ مَنْ بِلاَ وُضُوءٍ صَلَّى ** فَفَاسِقٌ لاَ كَافِرٌ فِي الأَعْلَى .
الشرح
أدلة اشتراط الطهارة للصلاة : قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) وقَالَ الرَسولُ الله عليه الصلاة والسلام :" لا يَقْبَلُ الله صَلاةَ أحَدكُمْ إذَا أحْدَثَ حَتَى يَتَوضًأ ". متفق عليه . وقال عليه الصلاة والسلام : " لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول ". رواه مسلم رقم ( 224 ) 1 / 204 . وقال عليه الصلاة والسلام :" أُمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره ناراً فلما أفاق قال علام جلدتموني قالوا إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره " رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 8 / 212 ، وابن عبد البر في التمهيد 4 / 239 ، 23 / 299 ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم ( 2774 ) 6 / 240 ،
أدلة اشتراط الطهارة للطواف : وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا جِئْنَا سَرِفَ حِضْتُ, فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : "اِفْعَلِي مَا يَفْعَلُ اَلْحَاجُّ, غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي" - مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وقَالَ:" إِنَّمَا الطَّوَافُ صَلَاةٌ، فَإِذَا طُفْتُمْ، فَأَقِلُّوا الْكَلَامَ "رواه أحمد وصححه الألباني. أدلة اشتراط الطهارة لمس المصحف : قال الله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، وفي الْكِتَابَ الَّذِي، كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنْ» لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ ) رواه مالك في الموطإ والدارقطني وأبو داود في المراسيل وصححه الألباني وغيره
موانع الحدث
لا يحل لغير المتوضئ صلاة ولا طواف ولا مس المصحف لا بيده ولا بعود ونحوه، إلا الجزء منه للمتعلم فيه . وكل عبادة مشروطة بشرط يحرم التلبس بها بدون ما شرط فيها، لأنه يكون حينئذ متلبسا بعبادة فاسدة، وكل ما كان كذلك فهو حرام. إذا علمت ذلك علما، فاعلم أنه يحرم الدخول في الصلاة بدون طهارة، ومثلها كل ما كانت الطهارة شرطا، كالطواف ومس المصحف، إلا أنهم اغتفروا عدم حرمة المس لبعض المصحف لضرورة التعليم، فيجوز للمتعلم أن يمس جزءا من المصحف لضرورة التعليم ، والصبي في مس المصحف كالكبير في حرمة ذلك والإثم على من مكن الصبي من مس المصحف من غير وضوء لأن التكليف مناط بالعقل والصبي ليس مكلفاً ولذلك نبه المؤلف بقوله :وَإِثْمُهُ عَلَى مُنَاوِلِيهِ.
ومن صلى بغير وضوء عامداً منتهكاً فهو فاسق بفعله ذلك وإن كان مستبيحاً لذلك الفعل فهو كافر والعياذ بالله لأنه أنكر مَعْلُوما من الدّين بِالضَّرُورَةِ وبإجماع الأمة أن الطهارة شرط لصحة الصلاة وقد أمر الله سبحانه وتعالى كل من أراد القيام إلى الصلاة بالوضوء بقوله: { إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم } الآية، والأمر من الله إيجاب وتكليف يجب تصديقه والإيمان به والعمل على مقتضاه، فمن تهاون في ذلك واستخف به فهو ممقوت من قبل الشارع، غير محترم، محكوم عليه بالكفر لتهاونه بأوامر الله وعدم الخضوع لها بالإذعان والقبول، وهو أيضا مطرود عن أهل القبلة والجماعة، نعوذ بالله من سوء العاقبة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق