الدرس الحادي عشر من شرح كتاب الأخضري رحمه الله
تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري
آداب إسـلامـية قال المؤلف رحمه الله : وَلَمْ تَجُزْ صُحْبَةُ فَاسِقٍ وَلاَ ** جِلاَسُهُ دُونَ ضَرُورَةِ الْوَلاَ . قال الله تعالى {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} . وقال: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا وَيْلَتَي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً } . وقال : {قَالَ قرينه رَبنَا مَا أطغيته وَلَكِن كَانَ فِي ضلال بعيد قَالَ لَا تختصموا لدي وَقد قدمت إِلَيْكُم بالوعيد مَا يُبدل القَوْل لدي وَمَا أَنا بظلام للعبيد} . وقال: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} .
قَالَ الله تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} .
وقال عليه الصلاة والسلام : «لَا تَصْحَبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ» رواه أحمد ، وأبو داود والترمذي وصححه الألباني.، وقال :" من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان رواه أبو داود ، وصححه الألباني ، وقال : "«الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي " شُعَبِ الْإِيمَانِ " وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وصححه النَّوَوِيُّ والألباني .
وقال : إِنَّ اللهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: «أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي» رواه مسلم ، وقَالَ «أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحَبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ» رواه أبو داود الطيالسي ، والطبراني وصححه الألباني . وقال : " مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً " . متفق عليه . ( يحذيك ) أي يعطيك . قال الشاعر : عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ** إن القرين بالقرين يهتدي
وقال الآخر : إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم ** ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى
وعَنْ مُجَاهِدٍ رحمه الله قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه :" يَا مُجَاهِدُ، أَحِبَّ فِي اللَّهِ، وَأَبْغِضْ فِي اللَّهِ، وَوَالِ فِي اللَّهِ، وَعَادِ فِي اللَّهِ، فَإِنَّمَا تَنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ بِذَلِكَ، وَلَنْ يَجِدَ عَبْدٌ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ وَإِنْ كَثَّرَ صَلَاتَهُ وَصِيَامَهُ حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ، وَقَدْ صَارَتْ مُؤَاخَاةُ النَّاسِ الْيَوْمَ أَوْ عَامَّتِهِمْ فِي الدُّنْيَا، وَذَلِكَ لَا يُجْزِئُ عَنْ أَهْلِهِ شَيْئًا، ثُمَّ قَرَأَ {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} وَقَرَأَ {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.
وقال الشاعر : واختر من الأصحاب كل مهتد ** إن القرين بالقرين يقتدي
فصحبة الأخيار للقلب دوا ** تزيد للقلب نشاطا وقوى
وصحبة الجهّال داء وعمى ** تزيد للقلب السقيم السقما
فإن تبعت سنة النبي ** فلتجتنب من قرناء السوء
يا أيها الغافل عن مولاه ** فانظر بأي عمل تلقاه
أما علمت الموت يأتي مسرعا ** وليس للإنسان إلا ما سعى
وليس للإنسان من بعد الأجل ** إلا الذي قدّمه من العمل
ومن يكن لعمره مضيّعا ** في غفلة فبئس ما قد صنعا
فيا سعادة امرئ قضاه ** في عمل يرضى به مولاه
يا أيها المغرور ما هذا الأمل ** إلى متى هذا التواني في المهل
مالي أراك لم تفد فيك العبر ** هيهات بل قلبك أقسى من حجر
لو يعلم الإنسان قدر وقته ** ما ذاق طول الدهر غير قوته
أيا جليس الناس طول الأمل ** مضيّع الوقت قليل العمل
نهاره أمضاه في البطالة ** وليله في النوم بئس الحاله .
اللَّهُمَّ إِنِّنا نسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكُ وَحُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنا إِلَى حُبِّكَ ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين ، وارزقنا السعادة في الدارين .
تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري
آداب إسـلامـية قال المؤلف رحمه الله : وَلَمْ تَجُزْ صُحْبَةُ فَاسِقٍ وَلاَ ** جِلاَسُهُ دُونَ ضَرُورَةِ الْوَلاَ . قال الله تعالى {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} . وقال: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا وَيْلَتَي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً } . وقال : {قَالَ قرينه رَبنَا مَا أطغيته وَلَكِن كَانَ فِي ضلال بعيد قَالَ لَا تختصموا لدي وَقد قدمت إِلَيْكُم بالوعيد مَا يُبدل القَوْل لدي وَمَا أَنا بظلام للعبيد} . وقال: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} .
قَالَ الله تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} .
وقال عليه الصلاة والسلام : «لَا تَصْحَبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ» رواه أحمد ، وأبو داود والترمذي وصححه الألباني.، وقال :" من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان رواه أبو داود ، وصححه الألباني ، وقال : "«الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» ". رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي " شُعَبِ الْإِيمَانِ " وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وصححه النَّوَوِيُّ والألباني .
وقال : إِنَّ اللهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: «أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي» رواه مسلم ، وقَالَ «أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحَبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ» رواه أبو داود الطيالسي ، والطبراني وصححه الألباني . وقال : " مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً " . متفق عليه . ( يحذيك ) أي يعطيك . قال الشاعر : عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ** إن القرين بالقرين يهتدي
وقال الآخر : إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم ** ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى
وعَنْ مُجَاهِدٍ رحمه الله قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه :" يَا مُجَاهِدُ، أَحِبَّ فِي اللَّهِ، وَأَبْغِضْ فِي اللَّهِ، وَوَالِ فِي اللَّهِ، وَعَادِ فِي اللَّهِ، فَإِنَّمَا تَنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ بِذَلِكَ، وَلَنْ يَجِدَ عَبْدٌ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ وَإِنْ كَثَّرَ صَلَاتَهُ وَصِيَامَهُ حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ، وَقَدْ صَارَتْ مُؤَاخَاةُ النَّاسِ الْيَوْمَ أَوْ عَامَّتِهِمْ فِي الدُّنْيَا، وَذَلِكَ لَا يُجْزِئُ عَنْ أَهْلِهِ شَيْئًا، ثُمَّ قَرَأَ {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} وَقَرَأَ {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.
وقال الشاعر : واختر من الأصحاب كل مهتد ** إن القرين بالقرين يقتدي
فصحبة الأخيار للقلب دوا ** تزيد للقلب نشاطا وقوى
وصحبة الجهّال داء وعمى ** تزيد للقلب السقيم السقما
فإن تبعت سنة النبي ** فلتجتنب من قرناء السوء
يا أيها الغافل عن مولاه ** فانظر بأي عمل تلقاه
أما علمت الموت يأتي مسرعا ** وليس للإنسان إلا ما سعى
وليس للإنسان من بعد الأجل ** إلا الذي قدّمه من العمل
ومن يكن لعمره مضيّعا ** في غفلة فبئس ما قد صنعا
فيا سعادة امرئ قضاه ** في عمل يرضى به مولاه
يا أيها المغرور ما هذا الأمل ** إلى متى هذا التواني في المهل
مالي أراك لم تفد فيك العبر ** هيهات بل قلبك أقسى من حجر
لو يعلم الإنسان قدر وقته ** ما ذاق طول الدهر غير قوته
أيا جليس الناس طول الأمل ** مضيّع الوقت قليل العمل
نهاره أمضاه في البطالة ** وليله في النوم بئس الحاله .
اللَّهُمَّ إِنِّنا نسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكُ وَحُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنا إِلَى حُبِّكَ ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين ، وارزقنا السعادة في الدارين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق