السبت، 24 فبراير 2018

دروس الأخضري ( 44 )

الدرس الرابع والأربعون من شرح كتاب الأخضري رحمه الله  
 تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري                  
قال المؤلف رحمه الله:                                                                                            
           باب سـجود الـسهو
وَلْيَتْرُكِ الْوَسْوَسَةَ الْمُوَسْوِسُ   ** وَلاَزَمَ الْبَعْدِيَ فِيمَا يَهْجِسُ                                                                                 وَلاَ سُجُودَ لِقنُوتٍ يَجْهَرُ   **  بِهِ وَلَكِنْ عَمْدُهُ مُسْتَنَكَرُ                                                                         كَزَيْدِ سُورَةٍ وَإِنْ بِأُخْرَيَيْهْ   ** وَسَمْعِهِ الرَّسُولَ أَنْ صَلَّى عَلَيْهْ                                                                           أَوْ أَكْثَرَ السُّوَرَ أَوْ لَمْ يُكْمِلِ **  سُورَةً أَوْ خَرَجَهَا لِمَا تُلِي                                                                  كَذَا الإِشَارَةُ وَمَنْ يُكَرِّرِ   ** فَاتِحَةً سَهْواً بِبَعْدِي بَرِي.                                                                       وَالظَّاهِرُ الصِّحَّةُ فِي الْعَمْدِ لَنَا  ** وَذَاكِرُ السُّورَةِ بَعْدَ الاِنْحِنَا                                                                                لاَ يَرْجِعَنْ وَذَاكِرٌ لِسِرِّ   ** قَبْلَ الرُّكُوعِ عَقْدِهِ أَوْ جَهْرِ                                                                                 فَاتِحَةٍ أَعَادَهَا ثُمَّ سَجَدْ  ** أَوْ سُورَةِ أَعَادَهَا وَلَمْ يَزِدْ
الشرح  :
يجب على المبتلى بالوسوسة  ترك الوسوسة من قلبه ولا يأتي بشيء مما شك فيه، ولكن يسجد بعد السلام سواء شك في زيادة أو نقصان لأنه ليس للوسوسة دواء إلا الإعراض عن ما يوسوس له به الشيطان ولا يسترسل الموسوس مع الشكوك بل يلهى عن كل ما يقذفه الشيطان في قلبه من زيادة في صلاته أو نقص فيها، ولا إصلاح عليه إنما عليه أن يسجد بعد السلام في كل ما يشك فيه من نقص أو زيادة . ولا سجود على من جهر بالقنوت ولكنه يكره تعمد الجهر به لأن القنوت دعاء والدعاء الأفضل فيه السر لو سجد سجود السهو للجهر بالقنوت بطلت الصلاة إن وقع السجود قبل السلام ، ولكن الصحيح أن الجهر بالقنوت سنة فكيف يؤمن المأمومون على دعاء القنوت إذا كان سراً لأنهم لا يسمعونه فقد صح عن النبي صلى الله عله وسلم أنه قنت شهراً يدعو لقوم وعلى قوم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَنتَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم في صلاة العتَمة شهراً يقول في قنوته: "اللهُم نجِّ الوليدَ بنَ الوليدِ، اللهمَّ نج سلمةَ بنَ هشام، اللهم نجِّ المستضعفينَ مِن المؤمنين، اللهمَّ اشدُد وطأتَكَ على مُضَرَ، اللهمَّ اجعلها عَليهِم سِنينَ كَسِني يوسُفَ" . متفق عليه ، قال الحسن بن علي رضي الله عنه علمني جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر : «اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت، نستغفرك اللهم من جميع الذنوب ونتوب إليك رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة وصححه الألباني .ولا سجود على من قرأ السورة أو الآية في الركعتين الأخيرتين من الرباعية بل زيادة السورة فيها مكروهة والسجود لتلك الزيادة مبطل إن وقع قبل السلام. ومن سمع ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فصلى عليه فلا شيء عليه، سواء كان ساهياً أو عامداً أو قائماً أو جالساً أي لا يترتب على من سمع ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فصلى عليه سجود، لا قبلي ولا بعدي لأن الأصل في الصلاة صيانتها عن جميع الكلام إلا ما ورد وقد وردت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد في الصلاة ، وقال عليه الصلاة والسلام :" البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي " . رواه النسائي والترمذي وابن حبان وحسنه الألباني . ومن قرأ سورتين فأكثر في ركعة واحدة، أو خرج من سورة إلى سورة، أو ركع قبل تمام السورة فلا شيء عليه في جميع ذلك . ومن أشار في صلاته بيده أو رأسه فلا شيء عليه ، ويكره من غير حاجة لأنه من العبث .ومن كرر الفاتحة ساهيا سجد بعد السلام ليس هذا الحكم خاصا بالفاتحة، بل من كرر الركوع أو السجود ساهيا فإنه يسجد بعد السلام. ومن كرر الفاتحة عمداً الصحيح من المذهب صحة الصلاة ويكره تعمد ذلك قال بعض العلماء إن تكرار قراءة الفاتحة في الصلاة المرة الأولى ركن من أركان الصلاة والمرة الثانية تعتبر سورة من سور القرآن وقراءتها جائزة في الصلاة وفي غيرها . ومن تذكر السورة بعد انحنائه إلى الركوع فلا يرجع إليها بل يتمادى في صلاته لأن الركوع ركن من أركان الصلاة والسورة سنة ولا يرجع من الركن إلى السنة، ويلزمه السجود قبل السلام ، وإن رجع إلى قراءة السورة بعد انحنائه إلى الركوع تبطل الصلاة على الراجح وقيل لا تبطل . ومن تذكر السر أو الجهر قبل الركوع أعاد القراءة، فإن كان ذلك في السورة وحدها أعادها ولا سجود عليه، وإن كان في الفاتحة أعادها وسجد بعد السلام . ومن تذكر السر أو الجهر بعد الركوع فات تدارك القراءة وسجد لترك الجهر قبل السلام، ولترك السر بعد السلام هذا إذا كان في الفاتحة أو هي مع السورة، وأما لو ترك ذلك في السورة وحدها لا سجود عليه، بل لو سجد القبلي أي الذي قبل السلام لترك الجهر في السورة فسدت الصلاة ووجب عليه إعادتها أبداً . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . اللَّهُمَّ إِننا نسأَلك صِحَة فِي إِيمَان ، وإيماناً فِي حسن خلق. ونجاحاً يتبعهُ فلاح. وَرَحْمَة مِنْك وعافية ، ومغفرة مِنْك ورضواناً" اللَّهُمَّ إِننا نعوذ بك من الْكفْر والفقر، ونعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت " .

ليست هناك تعليقات: