السبت، 24 فبراير 2018

دروس الأخضري ( 41 )

الدرس الواحد والأربعون من شرح كتاب الأخضري رحمه الله              
تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري
قال المؤلف رحمه الله :

لا يتنفل من عليه قضاء فريضة
وَالنَّفْلُ بِالْقَضَاءِ  مَا إِنْ يُبِحَا   **  فَلاَ تَرَاوِيحُ وَلاَ نَفْلُ ضُحَى  
وَاسْتَثْنَوُا الْعِيدَيْنِ شَفْعاً وِتْراً **  كُسُوفاً اسْتِسْقَا وَزَادُوا الْفَجْرَا      
وَجَمْعُ مَن يَقْضُونَ ظُهْراً مَثَلاَ   ** بِالاِتِّحَادِ فِي الزَّمَانِ فُضِّلاَ  
وَمَن نَّسِيَ عَدَداً صَلَّى عَدَدْ **  يُزِيلُ  شَكَّهُ إِذَا جَازَ الأَمَدْ .
  الشرح:
لا يصلي النافلة من عليه القضاء من الصلوات الواجبة بل الواجب عليه المبادرة بقضاء تلك الصلوات وإبراء ذمته منها ولا ينشغل بشيء من النوافل : لا يصلي الضحى ولا تراويح ولا قيام رمضان ولا يجوز له إلا الشفع والوتر والفجر والعيدان والخسوف والاستسقاء ، ويجوز لمن عليهم القضاء أن يصلوا جماعة إذا استوت صلاتهم بأن كانت الصلاة المقضية ظهراً مثلاً، فإذا اشتركوا في قضاء صلاة من الصلوات الخمس جاز لهم أن يصلوها جماعة بأن يؤمهم واحد منهم ، وقد فعل ذلك النبي عليه الصلاة والسلام ومعه الصحابة لما ناموا عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  حِينَ قَفَلَ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ، فَسَارَ لَيْلَة، حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْكَرَى عَرَّسَ، وَقَالَ لِبِلَالٍ: "اكْلَأْ لَنَا اللَّيْلَ" فَصَلَّى بِلَالٌ مَا قُدِّرَ لَهُ، وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، فَلَمَّا تَقَارَبَ الْفَجْرُ اسْتَنَدَ بِلَالٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ مُوَاجِهَ الْفَجْرِ، فَغَلَبَتْ بِلَالًا عَيْنَاهُ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ  إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ بِلَالٌ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى ضَرَبَتْهُمْ الشَّمْسُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَهُمْ اسْتِيقَاظًا، فَفَزَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "أَيْ بِلَالُ! " فَقَالَ بِلَالٌ: أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: "اقْتَادُوا"، فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُمْ شَيْئًا. ثُمَّ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِلَالًا فأذن وصلوا الرغيبة ثم َأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى بِهِمْ الصُّبْحَ. فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  الصَّلَاةَ قَالَ: "مَنْ نام عن الصلاة أو نسيها فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: {وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} .رواه مسلم ، ومالك في الموطإ وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه . ومن نسي عدد ما عليه من القضاء صلى عدداً لا يبقى معه شك  بأن يأتي بعدد يحيط بجميع ما شك فيه يقيناً، ولا يكفي الظن، إذ الذمة لا تبرأ إلا مع اليقين، فالظن لا يكفي في براءة الذمة. مثال ذلك ما إذا نسى هل ما تركه من الصلوات : الصبح أو الظهر أو العصر أو الجميع، فإنه يأتي بجميع ما دار عليه الشك ولا تبرأ ذمته إلا بقضاء الجميع وهكذا يعمل بالإحتياط .
إذا شك هل عليه قضاء بعض الصلوات أم لا ؟ يقول المؤلف يزول شكه إذا جاز الأمد أي : الوقت يعني : يصل تلك الصلوات التي يشك فيها في وقت جواز النافلة ولا يصلها في وقت النهي . هذا والله أعلم . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . اللَّهُمَّ إِننا نسأَلك صِحَة فِي إِيمَان ، وإيماناً فِي حسن خلق. ونجاحاً يتبعهُ فلاح. وَرَحْمَة مِنْك وعافية ، ومغفرة مِنْك ورضواناً " اللَّهُمَّ إِننا نعوذ بك من الْكفْر والفقر، ونعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت " .

ليست هناك تعليقات: