السبت، 24 فبراير 2018

دروس الأخضري ( 31 )

الدرس الواحد والثلاثون من شرح كتاب الأخضري رحمه الله                                                                       تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري  
     قال المؤلف رحمه الله
باب حكم تأخير الصلاة عن الوقت
وَمُرْجِئُ الصَّلاَةِ لِلضَّرُورِي   ** أَعْظِمْ بِذَنبِهِ سِوَى الْمَعْذُورِ                                                                     بِنَوْمٍ أَوْ نِسْيٍ وَلاَ تَنَفُّلاَ   ** بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ لِلْكُرْهِ إِلَى                                                    
مُرْتَفَعِ  الشَّمْسِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ   ** لِمَغْرِبٍ صُلِّي وَبَعْدَ الْفَجْرِ                                                                  وَاسْتَثْنِ وِرْدَ نَائِمٍ وَوَدَعَهْ   ** مِنْ بَعْدِ تَسْلِيمِ خَطِيبِ الْجُمُعَةْ                                                           وَبَعْدَهَا وَمَنْعُهُ وَقْتَ طُلُوعْ   ** ذَكَاءٍ أَوْ غُرُوبِهَا وَفِي فُرُوعْ
الشرح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد فإن الصلاة هي عماد الدين ، والركن الثاني من أركانه بعد الشهادتين ، والمحافظة عليها واجبة قال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} . وهي من مكفرات الذنوب ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال : أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا  متفق عليه ، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات . رواه مسلم . وهي الصلة التي بين العبد وربه والمفرط فيها أو المتهاون متوعد بالويل والعذاب والخسران قال الله تعالى :  {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ }  أي : "الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها . وقال تعالى : {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} ، وقال تعالى: } فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّا ًإِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً{. الغي: اسم واد في جهنم قاله ابن عباس وقيل: نهر في جهنم قاله ابن مسعود وقيل: العذاب قاله مجاهد. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر . رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه الألباني وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم  يقول: " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" رواه مسلم . عن عبـد الله بن مسعـود رضي الله تعالى عنه قال: من لم يصـل فلا دين له . رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة وحسن الألباني . ، وقال عليه الصلاة والسلام : " والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء" . متفق عليه .، ومن أفضل الأعمال أداء الصلاة المفروضة في أول وقتها مع الجماعة ولا يجوز تأخير الصلاة إلى الوقت الضروري من غير سبب لأن الوقت الضروري خاص بأصحاب الضرورات أي أصحاب الأعذار من مرض أسفر أو نوم أو نسيان ونحو ذلك وإن كان يسمى أداء للجميع .، ولا تصلى نافلة بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس لقوله عليه الصلاة والسلام :"لا صَلاةَ بَعدَ صلاةِ الصبح حتى تَطلُعَ الشمسُ، ولا صَلاةَ بَعدَ صلاةِ العصرِ حتى تَغرُبَ الشمسُ". متفق عليه . وهذه من المسائل الخلافية والصحيح أن هذا النهي خاص بالتطوع الذي ليس له سبب وأما ذوات الأسباب مثل تحية المسجد وركعتي الطواف وسجود التلاوة وصلاة الجنازة تصلى في كل وقت ، ولا تصلى النافلة بع طلوع الفجر إلا من نام عن ورده فإنه يصلي ورده ما لم يخف فوات الجماعة لقوله عليه الصلاة والسلام : " إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ فلَا صّلَاةَ إِلَّا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ ". رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني . ولا تصلى النافلة بعد جلوس إمام الجمعة على المنبر وهذا لمن كان بالمسجد وأما لمن دخل المسجد فإنه يصلي تحية المسجد في كل وقت لقوله عليه الصلاة والسلام : " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا" متفق عليه ، ودخل سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يَخْطُبُ الجمعة ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ؟ " قَالَ: لَا قَالَ:"قم فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ "متفق عليه . وأما النافلة بعد الجمعة فإن صلى في المسجد فليصل أربعاً وإن لم يصلي في المسجد فليصل ركعتين في بيته لحديث ابن عمر رضي الله عنه  قال : كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته . متفق عليه وقَالَ عليه الصلاة والسلام «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا». رواه مسلم من حديث أبي هريرة . ولا يجوز تحري النافلة عند طلوع الشمس أو عند غروبها لحديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تَحَرّوا بصلاتكم طلوع الشمس، ولا غروبها، فإنّها تطلع بقرني شيطان ". متفق عليه .
وتمنع النافلة المطلقة في فروع أي مسائل عند إقامة الصلاة وحين خطبة الجمعة أو حين جلوس الخطيب على المنبر وهذا لمن كان بالمسجد  وأما الداخل فإنه يصلي تحية المسجد كما سبق ، وحين تذكر فريضة فائتة ، وحين يضيق الوقت على الفريضة . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . اللهم إننا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك ومن النار ـ اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل. اللهم اغفر لنا ذنبنا واغفر لنا وارحمنا واهدنا وارزقنا وعافنا، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله وأوله وآخره سره وعلانيته . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

ليست هناك تعليقات: