السبت، 24 فبراير 2018

دروس الأخضري ( 37 )

الدرس السابع والثلاثون من شرح كتاب الأخضري رحمه الله:
  تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري
                   قال المؤلف رحمه الله:      
        باب مكـروهـات الـصلاة
كُرِهَ الاِلْتِفَاتُ تَغْمِيضُ الْبَصَرْ   ** بَسْمَلَةَ  تَعَوَّذاً فِي الْفَرْضِ ذَرْ                                                                         كَذَا وَقُوفُهُ بِرِجْلٍ وَاحِدَةْ   **  مَالَمْ يَطُلْ قِيَامُهُ لِفَائِدَةْ                                                                                      
 وَصَفْدُ رِجْلَيْهِ وَحَمْلُ فَمِهِ   ** مُشَوِّشاً أَوْ جَيْبِهِ أَوْ كُمِّهِ                                                                                 وَكُلُّ مَا يُلْهِي عَن الْخُشُوعِ   ** فِيهَا كَفِكْرٍ فِي الدُّنَا مَمْنُوعِ .
الشرح:
يكره الألتفات في الصلاة، سواء ألتفات الجوارح أو التفات القلب قال عليه الصلاة والسلام : "  الالتفات في الصلاة اختلاسٌ يَخْتلِسُهُ الشيطانُ من صلاة العبد" رواه البخاري ، وقَالَ عليه الصلاة والسلام : «لَا يَزَالُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا صَرَفَ وَجْهَهُ، انْصَرَفَ عَنْهُ» رواه أحمد وأبو داود والنسائي وحسنه الألباني .
ومن مكروهات الصلاة تغميض العينين في الصلاة وفيه حديث ابن عباس رضي الله عنه بالنهي عن تغميض البصر في الصلاة وهو حديث ضعيف ونهى عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة قَالَ عليه الصلاة والسلام : «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاَتِهِمْ  لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ» متفق عليه . ولذلك ينبغي للمصلي أن ينظر إلى مكان سجوده ، وأما البسملة قبل الفاتحة في الفرض قيل بالكراهة وقيل بالوجوب وقيل بالندب والأحوط والأورع  قراءتها سراً قبل الفاتحة خروجاً من الخلاف وكذلك الإستعاذة قبل القراءة في الفرض قيل بالكراهة والأحوط قراءتها سراً عند إرادة القراءة قال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم} ، ومن مكروهات الصلاة الوقوف على رجل واحدة إلا أن يطول قيامه ويحتاج إلى ذلك فتنتفي الكراهة . ومن مكروهات الصلاة اقتران رجليه كأنه كالمقيد . ومن مكروهات الصلاة جعل درهم أو غيره في فمه وذلك لأنه يشوش عليه في القراءة أو في غيرها ، ومن مكروهات الصلاة  كل ما يشوشه في جيبه أو كمه أو على ظهره أو غيرهم . ومن مكروهات الصلاة كلما يشغل المصلي عن الخشوع في الصلاة ينبغي للمصلي أن يستشعر عظمة الخالق جل وعلا وأنه واقف بين يديه يناجه قَالَ عليه الصلاة والسلام : «لَا يَزَالُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا صَرَفَ وَجْهَهُ، انْصَرَفَ عَنْهُ» رواه أحمد وأبو داود والنسائي وحسنه الألباني .فكلما يباعد المصلي عن هذا الغرض ويشغل القلب عن المراقبة يكره كالالتفات وهو متلبس بالصلاة لأن الالتفات يتبعه النظر، والنظر يصرف القلب عما هو مشتغل به، فعند ذلك يذهب الخشوع وتصير صلاته صورة بلا روح .                          
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . اللَّهُمَّ إِننا نسأَلك صِحَة فِي إِيمَان ، وإيماناً فِي حسن خلق. ونجاحاً يتبعهُ فلاح. وَرَحْمَة مِنْك وعافية ، ومغفرة مِنْك ورضواناً " اللَّهُمَّ إِننا نعوذ بك من الْكفْر والفقر، ونعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت " .

ليست هناك تعليقات: