الدرس التاسع والثلاثون من شرح كتاب الأخضري رحمه الله
تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري
قال المؤلف رحمه الله: لِلْفَرْضِ سِتَّةٌ عَلَى التَّرْتيِبِ ** ثَلاَثَةٌ مِنْهَا عَلَى الْوُجُوبِ أَنْ يَسْتَقِلَّ قَائِماً ثُمَّ اسْتَنَدْ ** أَوِ اسْتَقَلَّ جَالِساً ثُمَّ اعْتَمَدْ وَبَطَلَتْ بِكُلِّ حَالَةٍ كَسَبْ ** مَا فَوْقَهَا ثُمَّ ثَلاَثٌ تُسْتَحَبْ بِجَنبِهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ الأَيْسَرِي. ** بِظَهْرِهِ وَبَطَلَتْ إِنْ يَقْدِرِ وَبِسقُوطِ مَا عَلَيْهِ يَسْتَنِدْ ** يَسْقُطُ إِلاَّ كَرِهُوا أَنْ يَعْتَمِدْ وَالْمُتَنَفِّلُ لَهُ أَنْ يَجْلِسَا ** وَالنِّصْفَ مِنْ أَجْرِ الْقِيَامِ نَقَسَا وَجَالِساً يَدْخُلُهَا وَقَامَا ** وَالْعَكْسُ إِن لَّمْ يَلْتَزِمْ قِيَامَا .
الشرح :
أداء الصلاة المفروضة على ثمانية مراتب تؤدى عليها، خمسة منها على الوجوب وثلاثة على الاستحباب لأن المكلف مخاطب بأداء الصلاة بحسب استطاعته قال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) ، القيام ركن من أركان الصلاة قال الله تعالى ( وقوموا لله قانتين ) ،وَقَالَ {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} ، وقال عليه الصلاة والسلام : «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» متفق عليه ، والقيام ركن من أركان الصلاة ومرتب على الترتيب التالي وهو على الوجوب أولها : القيام بغير استناد ، فإن عجز عنه ينتقل إلى القيام باستناد ، فإن عجز عنه ينتقل إلى الجلوس بغير استناد، فإن عجز عنه ينتقل إلى الجلوس باستناد، فإن عجز عنه ينتقل إلى الصلاة على جنبه فالترتيب بين هذه المراتب على الوجوب، فإذا قدر على حالة منها وصلى بحالة دونها بطلت صلاته ووجبت عليه الإعادة أبداً ، والثلاثة التي على الاستحباب هي أن يصلي العاجز على جنبه الأيمن ثم الأيسر ثم على ظهره ، فإذا خالف في الثلاثة لم تبطل صلاته ، وحالة الصلاة على ظهره يجعل رجليه إلى القبلة فإن لم يفعل ذلك وهو قادر عليه بطلت صلاته ووجبت عليه الإعادة أبداً لأنه صلى إلى غير القبلة .
وَبِسقُوطِ مَا عَلَيْهِ يَسْتَنِدْ ** يَسْقُطُ إِلاَّ كَرِهُوا أَنْ يَعْتَمِدْ القادر على القيام في الصلاة إذا استند إلى شيء كعمود أو جدار مثلاً، بحيث لو أزيل ما استند إليه لسقط لشدة اعتماده عليه بطلت صلاته ووجبت عليه الإعادة أبداً لأن قيامه ناقص باعتماده وهو قادر على القيام ، أما إذا كان استناداً خفيفاً بحيث لو أزيل ما أستند إليه لم يسقط لضعف اعتماده عليه هذا هو محل الكراهة ولا يبطل الصلاة والأفضل تركه . وَالْمُتَنَفِّلُ لَهُ أَنْ يَجْلِسَا ** وَالنِّصْفَ مِنْ أَجْرِ الْقِيَامِ نَقَسَا وَجَالِساً يَدْخُلُهَا وَقَامَا ** وَالْعَكْسُ إِن لَّمْ يَلْتَزِمْ قِيَامَا .
الشرح :
المتنفل القادر على القيام يجوز له أن يصلي النافلة جالساً ويجوز له أن يبدأها جالساً ثم يتمها جالساً وله أن يتمها قائماً ويجوز له أن يبدأها قائماً ثم يتمها جالساً ويجوز له أن يتم ركعة قائماً وأخرى جاساً كل ذلك جائز، إلا إذا نوى أن يأتي بالنافلة قائماً فلا يجوز له بعد ذلك أن يأتي بها من جلوس. فجميع الأحوال التي تقدمت صحيحة من حيث الجواز والصحة، وأما من حيث الجزاء والثواب فليس له إلا النصف من الثواب لأن الجزاء من جنس العمل ، قال عليه الصلاة والسلام :« من صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا، فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا، فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَاعِدِ» رواه البخاري وأحمد والترمذي . اللهم إننا نسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغِنَى ، اللَّهُمَّ إِنِّنا نسأَلك مُوجبَات رحمتك وعزائم مغفرتك وَالْغنيمَة من كل بر، والسلامة من كل إِثْم اللهم لا تدع لنا ذَنبا إِلَّا غفرته، وَلَا هما إِلَّا فرجته؛ وَلَا حَاجَة هِيَ لَك رضَا إِلَّا قضيتها ويسرتها. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
تقديم الشيخ : محمد ولد المصطفى الأنصاري
قال المؤلف رحمه الله: لِلْفَرْضِ سِتَّةٌ عَلَى التَّرْتيِبِ ** ثَلاَثَةٌ مِنْهَا عَلَى الْوُجُوبِ أَنْ يَسْتَقِلَّ قَائِماً ثُمَّ اسْتَنَدْ ** أَوِ اسْتَقَلَّ جَالِساً ثُمَّ اعْتَمَدْ وَبَطَلَتْ بِكُلِّ حَالَةٍ كَسَبْ ** مَا فَوْقَهَا ثُمَّ ثَلاَثٌ تُسْتَحَبْ بِجَنبِهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ الأَيْسَرِي. ** بِظَهْرِهِ وَبَطَلَتْ إِنْ يَقْدِرِ وَبِسقُوطِ مَا عَلَيْهِ يَسْتَنِدْ ** يَسْقُطُ إِلاَّ كَرِهُوا أَنْ يَعْتَمِدْ وَالْمُتَنَفِّلُ لَهُ أَنْ يَجْلِسَا ** وَالنِّصْفَ مِنْ أَجْرِ الْقِيَامِ نَقَسَا وَجَالِساً يَدْخُلُهَا وَقَامَا ** وَالْعَكْسُ إِن لَّمْ يَلْتَزِمْ قِيَامَا .
الشرح :
أداء الصلاة المفروضة على ثمانية مراتب تؤدى عليها، خمسة منها على الوجوب وثلاثة على الاستحباب لأن المكلف مخاطب بأداء الصلاة بحسب استطاعته قال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) ، القيام ركن من أركان الصلاة قال الله تعالى ( وقوموا لله قانتين ) ،وَقَالَ {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} ، وقال عليه الصلاة والسلام : «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» متفق عليه ، والقيام ركن من أركان الصلاة ومرتب على الترتيب التالي وهو على الوجوب أولها : القيام بغير استناد ، فإن عجز عنه ينتقل إلى القيام باستناد ، فإن عجز عنه ينتقل إلى الجلوس بغير استناد، فإن عجز عنه ينتقل إلى الجلوس باستناد، فإن عجز عنه ينتقل إلى الصلاة على جنبه فالترتيب بين هذه المراتب على الوجوب، فإذا قدر على حالة منها وصلى بحالة دونها بطلت صلاته ووجبت عليه الإعادة أبداً ، والثلاثة التي على الاستحباب هي أن يصلي العاجز على جنبه الأيمن ثم الأيسر ثم على ظهره ، فإذا خالف في الثلاثة لم تبطل صلاته ، وحالة الصلاة على ظهره يجعل رجليه إلى القبلة فإن لم يفعل ذلك وهو قادر عليه بطلت صلاته ووجبت عليه الإعادة أبداً لأنه صلى إلى غير القبلة .
وَبِسقُوطِ مَا عَلَيْهِ يَسْتَنِدْ ** يَسْقُطُ إِلاَّ كَرِهُوا أَنْ يَعْتَمِدْ القادر على القيام في الصلاة إذا استند إلى شيء كعمود أو جدار مثلاً، بحيث لو أزيل ما استند إليه لسقط لشدة اعتماده عليه بطلت صلاته ووجبت عليه الإعادة أبداً لأن قيامه ناقص باعتماده وهو قادر على القيام ، أما إذا كان استناداً خفيفاً بحيث لو أزيل ما أستند إليه لم يسقط لضعف اعتماده عليه هذا هو محل الكراهة ولا يبطل الصلاة والأفضل تركه . وَالْمُتَنَفِّلُ لَهُ أَنْ يَجْلِسَا ** وَالنِّصْفَ مِنْ أَجْرِ الْقِيَامِ نَقَسَا وَجَالِساً يَدْخُلُهَا وَقَامَا ** وَالْعَكْسُ إِن لَّمْ يَلْتَزِمْ قِيَامَا .
الشرح :
المتنفل القادر على القيام يجوز له أن يصلي النافلة جالساً ويجوز له أن يبدأها جالساً ثم يتمها جالساً وله أن يتمها قائماً ويجوز له أن يبدأها قائماً ثم يتمها جالساً ويجوز له أن يتم ركعة قائماً وأخرى جاساً كل ذلك جائز، إلا إذا نوى أن يأتي بالنافلة قائماً فلا يجوز له بعد ذلك أن يأتي بها من جلوس. فجميع الأحوال التي تقدمت صحيحة من حيث الجواز والصحة، وأما من حيث الجزاء والثواب فليس له إلا النصف من الثواب لأن الجزاء من جنس العمل ، قال عليه الصلاة والسلام :« من صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا، فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا، فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ القَاعِدِ» رواه البخاري وأحمد والترمذي . اللهم إننا نسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغِنَى ، اللَّهُمَّ إِنِّنا نسأَلك مُوجبَات رحمتك وعزائم مغفرتك وَالْغنيمَة من كل بر، والسلامة من كل إِثْم اللهم لا تدع لنا ذَنبا إِلَّا غفرته، وَلَا هما إِلَّا فرجته؛ وَلَا حَاجَة هِيَ لَك رضَا إِلَّا قضيتها ويسرتها. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق